مع استمرار التحديات، العراقيون يكشفون عن التفاؤل الحذر في الاستطلاع الأخير

للنشر الفوري

** نرجو نسب المعلومات الواردة إلى الباروميتر العربي **

يكشف استطلاع الباروميتر العربي الأخير عن تحولات وتطورات آراء العراقيين حول القضايا الوطنية والإقليمية المُلحّة. تقدم هذه الدورة الثامنة من الباروميتر العربي رؤى ومعلومات جديدة حول ما يشغل الناس، بما يشمل التحديات الاقتصادية والفساد والمساواة بين الجنسين وتغير المناخ، وردود الفعل إزاء الأزمة الجارية في غزة والتحولات الجيو-سياسية. تسلط النتائج الضوء على التفاؤل الحذر لدى المواطنين العراقيين نحو الإصلاحات الداخلية في عهد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بالتزامن مع استمرار القلق حول انعدام الاستقرار على المستوى الإقليمي.

منهجية الاستطلاع

تم تنفيذ الاستطلاع في الفترة بين 13 مايو/أيار و19 يوليو/تموز 2024، وهو يعتمد على عينة ممثلة لمستوى الدولة، قوامها 2408 مواطنين عراقيين. جرت المقابلات وجهاً لوجه مع المبحوثات والمبحوثين بالعربية والكردية. وهامش خطأ الاستطلاع هو 2± نقطة مئوية، وتُعد العينة ممثلة لكافة محافظات العراق عدا دهوك.

أجرى الاستطلاع  المستقلة للبحوث والدراسات ، شريك الباروميتر العربي الوطني في العراق، وكان قد جرى تنفيذ الاستطلاع السابق بالعراق في 2021-2022.

النتائج الأساسية

في ما يلي ملخص بنتائج أكبر استطلاع رأي عام متوفر علناً عن العراق خلال عام 2024:

استمرار الفساد والقلق من الوضع الاقتصادي

  • يبقى الفساد أكبر تحدٍ يواجه العراق في تقدير المواطنين، حيث اعتبره 33% المشكلة الأكثر خطورة وإلحاحاً. ويُلاحظ أن تصورات المواطنين عن جهود الحكومة للتصدي للفساد قد تحسنت، إذ ارتفعت إلى 42% في 2024، وهي زيادة بواقع 14 نقطة مئوية منذ 2022.
  • المصاعب الاقتصادية أشد ما يثير قلق الناس: اعتبر 45% من العراقيين أن البطالة هي المشكلة الاقتصادية الأكثر إلحاحاً، في حين اعتبروا أيضاً أن أزمة السكن والمساكن من التحديات الكبيرة، إذ قال 76% إن السكن يمثل مشكلة بدرجة كبيرة أو متوسطة.
  • انتشار انعدام الأمن الغذائي: تواجه أكثر من نصف الأسر العراقية (53%) انعدام الأمن الغذائي، ما يدفعها للاعتماد على استراتيجيات تكيّف سلبية.
  • التكيف مع الندرة: للتعامل مع ندرة الغذاء، يعتمد 40% على أغذية أقل تفضيلاً أو أرخص ثمناً في 4 أيام على الأقل كل أسبوع، ويشتري 39% الطعام مع الدفع الآجل، ويقلل 31% وجباتهم، ويقترض 21% النقود لشراء الطعام.
  • لوم الحكومة: يقول 61% من العراقيين إن سوء الإدارة الحكومية هو المسؤول عن المشكلات المتصلة بالطعام.

تزايد التفاؤل حول مستقبل العراق الاقتصادي

  • يزيد التفاؤل حول مستقبل العراق الاقتصادي للمرة الأولى منذ 2013، إذ أعرب 38% من العراقيين عن الأمل، وهي زيادة بواقع 9 نقاط مئوية منذ كانت النسبة 29% في 2022.

زادت نسب التقييم الإيجابي لجهود الحكومة:

  • تحسّن تصورات الناس عن تهيئة فرص العمل: زادت نسبة العراقيين الذين قالوا إن الحكومة تؤدي بشكل جيد أو جيد جداً في تهيئة فرص العمل، من 6% في 2018 إلى 26% في 2024.
  • التقدم في ملف السيطرة على التضخم: زادت نسبة من أشادوا بإدارة الحكومة للتضخم، حيث قال 30% من العراقيين إن الحكومة تؤدي بشكل جيد أو جيد جداً في هذا الملف (في 2024)، مقارنة بـ 19% فقط في 2022.

تحسن الخدمات العامة

  • الخدمات العامة لها الأولوية: رغم التحديات الاقتصادية، يُعلي العراقيون أولوية الإنفاق على الخدمات العامة، ويرى 24% أن التعليم له الأولوية الأساسية في ميزانية الحكومة للسنة المالية المقبلة، وتبلغ النسبة 21% مع الرعاية الصحية.
  • تفاوت في مستوى الرضا عن الخدمات العامة المقدمة: في حين حصدت خدمات الدفاع المدني (69%) ومرافق المياه (56%) تصنيفات عالية من حيث مستوى الرضا عن الخدمة، فإن أقل من نصف العراقيين قالوا إنهم راضون تماماً أو راضون عن خدمات مثل الإنترنت (49%) وجودة الشوارع (45%) وجمع القمامة (43%) والكهرباء (38%) والتعليم (38%) والرعاية الصحية (36%).
  • تحسن التقييمات مع مرور الوقت: رغم استمرار تدني مستوى الرضا عن الخدمات، فالتقييمات للخدمات العامة قد ارتفع مستواها بأكثر من 10% على مدار العامين الماضيين، ما يسهم في ارتفاع تقييم أداء الحكومة في المجمل من 29% إلى 45%.

 الثقة في المؤسسات العامة

  • تطور مستويات الثقة في القيادة: بعد مرور 21 شهراً على شغل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمنصبه، تبلغ نسبة الثقة فيه على مستوى العراق 45%، طبقاً لبيانات الدورة الثامنة للباروميتر العربي (2024). بالمقارنة، بلغت مستويات الثقة في رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي – بعد مرور نفس الفترة على بدء شغله لمنصبه – 35%، بحسب بيانات الدورة السابعة (2022). يفوق معدل الثقة في السوداني معدل الثقة في الرئيس العراقي (34%) والقادة القبليين (39%) لكنه يبقى أقل قليلاً من مستوى الثقة في القيادات الدينية (48%).
  • تباين معدلات الثقة في المؤسسات: زادت الثقة في الحكومة العراقية إلى 34% في 2024 – زيادة 8 نقاط مئوية منذ 2022 – في حين ظلت الثقة في المؤسسات الأخرى متدنية كما هي. الثقة في البرلمان تبلغ 21% (لم تتغير تغيراً يُذكر من 19% في 2022)، وتراجعت الثقة بمؤسسات المجتمع المدني من 41% في 2022 إلى 34%. في الوقت نفسه، ظل معدل الثقة بالمنظومة القانونية القضائية كما هو لم يتغير منذ 2018، بنسبة 42%.
  • ثقة أكبر في قوات الأمن: من بين المؤسسات العراقية، كانت القوات المسلحة (77%) والشرطة (71%) هي التي حصدت ثقة عريضة النطاق على مستوى العراق.

الانتخابات والإصلاحات

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية المقرر انعقادها في أكتوبر/تشرين الأول 2025، يبقى القلق حول اهتمام الناخبين والثقة في العملية الانتخابية مسألة محورية:

  • التشكك في الانتخابات السابقة: يرى 18% فقط من العراقيين أن انتخابات 2021 البرلمانية كانت حرة ونزيهة، وهناك 28% آخرين اعتبروها حرة ونزيهة لكن بها بعض المشكلات البسيطة.
  • تدني مستوى الثقة في نزاهة الانتخابات: يرى 4 من كل 5 عراقيين تقريباً (79%) أنه يجري كثيراً أو أحياناً رشوة الناخبين، ويرى 42% فقط أن عملية فرز الأصوات تتم بشكل عادل.
  • تحديات الإقبال على التصويت: رغم أن 54% من العراقيين أعربوا عن نية التصويت في 2025، فربما تشهد هذه الانتخابات المقبلة نفس ضعف الإقبال على التصويت الذي بلغ أقل نسبة في الانتخابات الأخيرة، بواقع 41% فقط في 2023.

ترسّخ التقاليد وتعطّل التقدم

  • استمرار الأدوار الجندرية التقليدية: في حين يرى 72% من العراقيين أن الرجال أنسب في مناصب القيادة السياسية – وهو رأي لم تتغير نسبه على مدار عقد – يدعم 77% وجود حصة للنساء في البرلمان، ويدعم 80% حجز مقاعد وزارية لسيدات، ما يعكس تنامي الاعتراف بالحاجة إلى تمثيل النساء في مناصب القيادة السياسية.
  • صناعة القرار الأسري ما زال يهيمن عليها الرجل: أكد 65% من العراقيين على ضرورة أن يكون للرجل القرار الأخير داخل الأسرة، وهو رأي لم تتغير نسبه منذ 2018.

دعم المساواة مع استمرار تحديات سوق العمل

  • الدعم للمساواة في أماكن العمل: يؤيد 80% من العراقيين توفر المساواة للرجال والنساء في الحصول على فرص العمل، والنساء (86%) أكثر إقبالاً من الرجال (74%) على دعم هذا الرأي. لكن يرى 48% أنه يتوفر للرجال حرية أكبر من النساء في اختيار الوظيفة أو مجال العمل، في حين يعتقد 45% أن للرجال والنساء نفس القدر من الحرية. والنساء أكثر إقبالاً من الرجال على تصور وجود المساواة في فرص العمل.
  • معوقات دخول قوة العمل: بالنسبة للرجال، فإن العائق الأساسي الذي يعترض الحصول على عمل هو عدم توفر فرص العمل (63%)، وبالنسبة للنساء يحل في المركز الثاني التقبّل المجتمعي لعمل النساء (29%) بعد توفر فرص العمل (35%). هناك معوقات أخرى لعمل النساء في تقدير العراقيات والعراقيين، تشمل عدم توفر خيارات رعاية الأطفال (20%) وتدني الأجور (19%).
  • القلق من التحرش والعنف: يرى 79% من العراقيين أن التحرش بالنساء في أماكن العمل مشكلة شائعة، في حين أعرب 82% من قلق مماثل إزاء التحرش في الأماكن العامة. وهناك نسبة أصغر (12%) أفادت بتعرض النساء للتحرش على يد أفراد العائلة، وأعرب الرجال والنساء عن نفس المستوى من القلق إزاء هذه النقطة. يقول 40% من العراقيين إن الأذى والعنف ضد النساء قد زاد في السنة الأخيرة، في حين يقول 37% إنه على نفس النسبة. ويرى 6% فقط أن هذه الظاهرة لا تمثل مشكلة.
  • دعم إلغاء قانون “تزوجي مغتصبك”: يدعم 55% من العراقيين إلغاء القوانين التي تسمح للمغتصبين بالزواج من ضحاياهم لتجنب العقاب. والنساء أكثر إقبالاً بقليل من الرجال (58% مقابل 52%) على تبني هذا الرأي.

تغير المناخ: الوعي والمسؤوليات المتعلقة به

  • ندرة المياه لها الأولوية بين التحديات البيئية: يرى 41% من العراقيين أن القضايا المتصلة بالمياه وتشمل تلوث مياه الشرب (26%) وندرة الموارد المائية (12%) وتلوث المجاري المائية (3%) هي أكبر تحدٍ بيئي يواجه العراق. وذكر 12% فقط تغير المناخ بصفته المشكلة البيئية الأساسية.
  • التحديات البيئية وآثارها اليومية: هناك أغلبية كبيرة من العراقيين (89%) أكدت التأثر بدرجة كبيرة أو متوسطة بدرجات الحرارة المتطرفة، ونسبة مماثلة تقريباً أعربت عن القلق من تلوث الهواء (88%) وندرة المياه (85%).
  • الدعم الشعبي للتحرك لمواجهة آثار تغير المناخ: في العراق يربط أكثر من نصف السكان بين “تغير المناخ” و”درجات الحرارة المتطرفة”. ويُلاحظ أن 61% من العراقيين يعتبرون أن المواطن العراقي يسهم في تغير المناخ بدرجة كبيرة أو متوسطة، في حين قال 74% إن على العراقيين مسؤولية التصدي لتغير المناخ. كما يعتبر 81% أن تغير المناخ تهديد حرج على الأمن الوطني، وأعرب 59% من المواطنين عن ضرورة بذل الحكومة للمزيد من الجهود للتصدي للمشكلة.
  • قوة دعم الطاقات البديلة: يفضّل 92% من العراقيين إعلاء أولوية تطوير الطاقات البديلة، ويفضّل 71% بشكل قوي أو متوسط التخلص تدريجياً من منتجات الوقود الأحفوري، وهو مؤشر دال على إقبال المواطنين البالغ على تنويع مصادر الطاقة في العراق.

العلاقات الدولية

  • التصورات حول الأفعال الإسرائيلية في غزة: هناك نسبة كبيرة من العراقيين (32%) تصف الأفعال الإسرائيلية في غزة بمسمى “الإبادة الجماعية” وتصفها نسبة 26% أخرى بمسمى “المذبحة”. يصف نصف العراقيين تقريباً تصرفات إسرائيل بـ “الإرهاب”، بما يشمل قصف وقتل المدنيين (71%) والاعتداء على البنى المدنية (61%) وحصار غزة (55%) والتشريد القسري للمدنيين في غزة (49%).
  • محدودية نسب من يصفون حماس وحزب الله بالإرهاب: في تناقض واضح، هناك نسب أقل بكثير من العراقيين تصف بالإرهاب أفعال حماس، بما يشمل الهجمات الصاروخية على المدنيين الإسرائيليين (16%) واختطاف الرهائن (16%) والهجمات القاتلة على البلدات الحدودية (15%) وهجمات حزب الله على شمال إسرائيل (14%).
  • التباين في وصف “الإرهاب” بين المناطق: العراقيون في المحافظات التابعة للحكومة المركزية يقبلون أكثر على وصف تصرفات إسرائيل بالإرهاب، وتصل الفجوة إلى 31 نقطة مئوية في ما يخص حصار غزة، و23 نقطة مئوية في التشريد القسري، و21 بالمئة في ما يخص القصف. على النقيض، في كردستان العراق يُقبل المواطنون أكثر بواقع 11 نقطة مئوية على وصف هجمات حزب الله بالإرهابية، و9 نقاط مئوية أكثر في حالة اختطاف حماس للمدنيين.
  • دعم حل الدولتين: على مستوى العراق، يدعم 59% من المواطنين حل الدولتين للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، مع دعم قوي في المناطق التابعة للحكومة المركزية (63%). لكن 29% فقط في مناطق كردستان العراق يتبنون هذا الرأي. وهناك ينقسم الرأي بالتساوي بين حل الدولتين وحل الكونفدرالية الفلسطينية-الإسرائيلية.
  • شعبية القوى العالمية المختلفة: في حين تعد شعبية الولايات المتحدة الأمريكية منخفضة على مستوى العراق (28%) ومع تراجعها 7 نقاط مئوية منذ 2022، تبقى شعبيتها عالية في إقليم كردستان العراق (60%) مقارنة بمناطق الحكومة العراقية المركزية (23%). في الوقت نفسه، تحبّذ الأغلبية (64%) الصين، وقد زادت شعبية الصين 10 نقاط مئوية منذ 2022 عبر مختلف المناطق، كردستان العراق والمحافظات الأخرى.
  • الآراء حول دور إيران: في خضم حرب غزة، زاد الإقبال على دعم تقوية أواصر الاقتصاد مع إيران إلى 42% في 2024 (زيادة 11 نقطة مئوية منذ 2022). وزادت شعبية إيران من 24% إلى 34%. على ذلك، ترى الأغلبية أن نفوذ إيران الإقليمي (70%) وبرنامجها النووي (75%) يمثلان تهديداً شديداً للأمن الوطني، يحل في المركز الثاني بعد احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية كأكبر تهديد للأمن الوطني (82%).

للمزيد من التفاصيل والاطلاع على التقرير الكامل

نرجو نسب المعلومات الواردة أعلاه إلى الباروميتر العربي في حال النشر.

انتهى ///

موارد الباروميتر العربي

لمزيد من المعلومات، يمكن التواصل مع أسيل العلائلي، مديرة العلامة التجارية، التسويق والاتصالات العالمية على: aalayli@princeton.edu

عن الباروميتر العربي

الباروميتر العربي هو الشبكة البحثية الرائدة والأعلى تأثيراً لقياس الرأي العام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تأسست الشبكة في عام 2006، وأصبحت أطول الشبكات البحثية خبرة واستمرارية في إجراء استطلاعات رأي عام مدققة وممثلة لمستوى الدول عبر العالم العربي. إننا ننشر نتائج تحليلاتنا وتقاريرنا لتعميق المناقشات العامة، ولتيسير صوغ حلول تبصّرها المعلومات، للتعامل مع المشكلات المُلحّة التي تواجه المواطنات والمواطنين عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.