فرضت جائحة كورونا العالمية اختبارا مفاجئا للأنظمة الصحية في مختلف أنحاء العالم، لفحص قدرتها على التصدي للوباء علاجيا ووقائيا، وكشفت صلابة وهشاشة هذه الأنظمة، كما أنها طرحت تساؤلات عن رؤية المواطنين، أيا كانت بلدانهم، لأنظمتهم الصحية، ومدى رضاهم عنها، وثقتهم بقدرتها على مواجهة تحدي هذا الوباء.
على مستوى الكويت، وقبل شهور من أزمة كورونا، أظهر استطلاع البارومتر العربي 2019، والذي تشرفت بإدارته داخل الكويت، أن ما نسبتهم 60% من الكويتيين راضون للغاية، أو راضون، عن نظام الرعاية الصحية في بلادهم، لتحتل الكويت بذلك المرتبة الثانية، في ارتفاع نسبة الرضا عن النظام الصحي الوطني، من بين 12 دولة أجري فيها الاستطلاع!
كمـــا كانــت الكويت، الأقـل بين الــدول، وبــنسبة 11%، مــن حيث نسبة من يعتقدون بأن الرشاوى مطلوبة من أجل الحصول على وصول أفضل إلى أنظمة الرعاية الصحية!
انعكـــس هــذا الرضا مؤخرا في الاستطلاع الذي أجراه مركز عالم الآراء – الكويت، بين 12 و16 مارس 2020، عن رأي المجتمع الكويتي حول فيروس كورونا، حيث احتلت وزارة الصحة أعلى درجة رضا، من بين المؤسسات الرسمية والأهلية التي ذكرت للمستجيبين، في تعاملها مع الفيروس بنسبة 98.7%!
كما ظهر أيضا في التفاؤل الضمني أو الصريح، لدى الكويتيين بما يتعلق بفيروس كورونا، حيث رأى ما نسبتهم 71% أن الأوضاع ستبقى على ما هي عليه، أو أنها ستتجه إلى الأحسن!
على مدى سنوات طويلة، مكنت الوفرة المالية في الكويت من بناء مرافق صحية بمواصفات عالية، وابتعاث أبنائها لدراسة الطب في جامعات الدول المتقدمة، فضلا عن استقطاب الكوادر المؤهلة من بلدان أخرى، وتوفير العلاج المجاني للمواطنين وبسعر رمزي للمقيمين.
ومـــع ذهولنا من انهيار أنظمة صـــحية في دول متقــــدمة، تعـــامل النظام الصحي الكويتي مع أزمـــة وباء كورونا منذ بدايتها بجدية كبيرة، فطبق خطة محكمة للطوارئ وبشكل متدرج، وتعامل مع الجمهور بقدر كبير من الصدق والشفافية، واحاطه أولا بأول بآخر مستجدات الأزمة، كما حرص على فحص أعداد كبيرة من أفراد المجتمع والعائدين من السفر، وعزل المصابين، أو المشتبه في إصابتهم دون تمييز في مواقع للحجر الصحي، تحترم إنسانيتهم، وترفع من معنوياتهم.
يمكن قراءة المقال الأصلي على موقع الأنباء