في اليوم العالمي للمرأة… رؤى جديدة من الباروميتر العربي حول ديناميات الجندر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

للنشر الفوري

** نرجو نسب المعلومات الواردة إلى الباروميتر العربي **

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الثامن من مارس/آذار، يعرض الباروميتر العربي نتائج استطلاع دورته الثامنة (2023-2024) التي يقدم من خلالها رؤى جديدة حول الآراء والتوجهات العامة إزاء أدوار المرأة في الحياة الأسرية ومناصب القيادة السياسية والمشاركة في سوق العمل، والعنف الجندري، عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

التقرير الذي ألّفته د. ماري-كلير روش مديرة التقنية والابتكار في الباروميتر العربي، يكشف عن تحولٍ ملحوظ عن اتجاهات الرأي السابقة، مع تزايد دعم القيم الأبوية في المجالين الخاص والعام قياساً إلى استطلاع 2021-2022. في الوقت نفسه، تشير النتائج إلى مجالات شهدت تقدماً، منها دعم المشاركة السياسية والتمكين الاقتصادي للنساء في بعض السياقات. تسلط هذه النتائج الضوء على أوجه التقدم ومعها التحديات المستمرة، على مسار تحقيق المساواة الجندرية عبر المنطقة.

النتائج الأساسية:

الآراء حول مشاركة المرأة السياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

  • تزايد تفضيل القيادة السياسية للرجل: بين 2021 و2024، شهدت معدلات تأييد فكرة أن “الرجال أفضل من النساء في مناصب القيادة السياسية” عودة إلى معدلات التأييد لهذه المقولة قبل عقد أو هي فاقتها، وذلك في ست دول من سبع شملها الاستطلاع بالمنطقة. فلسطين هي الاستثناء، حيث استمر دعم هذه المقولة في التراجع. يُلاحظ أن في الأردن والكويت يؤيد المقولة 74%، وبلغت النسبة في موريتانيا 60%، وهي 57% في المغرب و52% في تونس و64% في فلسطين و44% في لبنان.
  • تحولات ملحوظة في دعم قيادة الرجال: أقبلت النساء في عدة دول بالمنطقة بقدر أكبر من الرجال على تأييد فكرة أن الرجال أفضل في مناصب القيادة السياسية. في الكويت زاد دعم النساء للمقولة 13 نقطة مئوية عن نسبة تأييد الرجال لها، وبلغت الزيادة 12 نقطة في تونس و10 نقاط في الأردن و10 نقاط في المغرب و9 نقاط في موريتانيا. في تونس، كانت الزيادة في الإقبال على تأييد هذه المقولة متساوية تقريباً بالنسبة للنساء (12 نقطة) والرجال (11 نقطة).
  • استمرار الفجوة الجندرية: رغم هذه التحولات، فالنساء في المنطقة يملن أكثر من الرجال – وبشكل أكثر ثباتاً ووضوحاً – إلى الاختلاف مع فكرة أن الرجال أفضل في مناصب القيادة السياسية. في لبنان كان الاختلاف بين المبحوثين والمبحوثات يبلغ أقصاه، إذ أن النساء أقل بواقع 24 نقطة مئوية إقبالاً على تأييد هذه المقولة مقارنة بالرجال. يُلاحظ أن الرجال في لبنان (56%) أظهروا أقل مستويات دعم لهذه الفكرة مقارنة بالرجال في الدول الأخرى التي شملها الاستطلاع.
  • دعم مشاركة النساء السياسية: هناك أغلبيات في كافة الدول التي شملها الاستطلاع ترى أن وجود نساء في مناصب قيادة سياسية أمر يعزز حقوق المرأة. في المتوسط، النساء أكثر إقبالاً على اعتناق هذه الفكرة بواقع 15 نقطة مئوية مقارنة بالرجال.
  • دعم نظام الحصص (الكوتا) النسائية: ثمة دعم كبير للحصص النسائية في السياسة، إذ تُفضل أغلب المواطنات والمواطنين في المنطقة تخصيص مقاعد للنساء في تشكيل الحكومة وفي البرلمان.
  • المشاركة السياسية ودعم مشاركة المرأة في السياسة: في دول مثل فلسطين والمغرب وموريتانيا، فإن الرجال الذين لديهم مشاركة سياسية قوية – بما يشمل من يصوتون وينتمون إلى أحزاب – يقبلون أكثر على دعم المشاركة النسائية في السياسة. يؤشر هذا لصناع السياسات بأن الإصلاحات المراعية لدمج النساء بالعملية السياسية وزيادة مشاركتهن السياسية، ستلقى دعم المواطنين المنخرطين في السياسة، بما يشمل الناخبين.

تصريح صحفي: “رغم تحفظات المواطنين بالمنطقة على قدرات النساء القيادية، فهناك رغبة عامة واضحة لزيادة تمثيل المرأة سياسياً، مع الإقرار بالحاجة إلى وجود آليات رسمية للدفع بالمساواة بين الجنسين”. – د. ماري-كلير روش، مديرة التقنية والابتكار، الباروميتر العربي.

التعليم والنساء العاملات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

  • التكافؤ بين الجنسين في التعليم في مقابل اللاتكافؤ في نسب الملتحقات والملتحقين بسوق العمل: في ست دول من سبع شملها استطلاع الباروميتر العربي 2023-2024، فاقت معدلات التكافؤ بين الجنسين في تلقي التعليم العالي المتوسطات العالمية، وموريتانيا هي الاستثناء (المصدر: البنك الدولي). لكن تكشف بيانات استطلاع الباروميتر العربي عن استمرار النساء في مواجهة فجوة مشاركة كبيرة في سوق العمل، إذ يبلغ الفارق بين مشاركة الرجال والنساء في العمل في المتوسط 38 نقطة مئوية. تتسع هذه الفجوة إلى أكثر من 43 نقطة مئوية إذا أخرجنا الكويت من حساب المتوسط الإحصائي لهذه الفجوة، فهو بلد يمثل استثناءً إحصائياً بالمنطقة في هذا الملف.
  • التعليم العالي يعزز مشاركة النساء في سوق العمل: يُظهر استطلاع الباروميتر العربي 2023-2024 أن النساء الحاصلات على التعليم العالي يُرجح في المتوسط بواقع 28 نقطة مئوية أكثر (مقارنة بغير الحاصلات على التعليم العالي) أن يكن قد سبق لهنّ العمل أو يعملن. الفجوة تبلغ أقل مستوى لها في تونس والمغرب (18 نقطة مئوية) وتبلغ أقصاها إقليمياً في العراق والأردن (37 و36 نقطة على التوالي). على النقيض، تبلغ الفجوة بين الرجال الحاصلين على التعليم العالي وغير الحاصلين عليه 4 نقاط مئوية فحسب في المتوسط.
  • إقبال وعزم أكبر على العودة للعمل: النساء الحاصلات على التعليم العالي يرجّح بقدر أكبر بكثير أن يعدن للعمل بعد الانقطاع عن المسار المهني لبعض الوقت. في المغرب ولبنان وتونس والأردن، تبلغ الفجوة بين الحاصلات على التعليم العالي والحاصلات على التعليم الثانوي أو أقل، ممن قلن إنهن يعتزمن العودة للعمل في المستقبل: 37 و34 و31 و17 نقطة مئوية على التوالي.

تصريح صحفي: شددت د. ماري-كلير روش مديرة التقنية والابتكار في الباروميتر العربي على أن: “بينما التعليم  العالي وحده لا يعالج الفجوة بالكامل، فهو ضروري لمشاركة نساء المنطقة في سوق العمل. الاختلاف الكبير في نسب اشتغال النساء بناء على مستوى التعليم يسلط الضوء على الحاجة إلى استمرار تشجيع النساء على تحصيل التعليم العالي، إذ يبقى عاملاً حاسماً في ما يتعلق بفرص عملهن”.

العنف الجندري: قلق الرأي العام وتصوراته عن الدعم المخصص للمعنفات

  • زيادة نسب العنف الجندري: قال عدد كبير من المواطنات والمواطنين في خمس دول من سبع شملها الاستطلاع إن العنف ضد النساء قد زاد على مدار العام المنقضي. بلغت هذه النسب أعلاها في كل من تونس (54%) ولبنان (42%) والعراق (40%) والأردن (39%) وفلسطين (38%). على النقيض، هناك عدد كبير في كل من المغرب (40%) وموريتانيا (31%) ممن أشاروا إلى تراجع معدلات العنف الجندري.
  • الفجوة الجندرية في تصورات الرأي العام: ثمة فجوة جندرية تظهر بوضوح إقليمياً، ففي تونس تقول 60% من النساء إن العنف قد زاد، مقارنة بـ 47% من الرجال قالوا المثل (فجوة بواقع 13 نقطة مئوية). وهناك فجوات مشابهة في كل من الأردن (11 نقطة مئوية) والعراق (7 نقاط) ولبنان (6 نقاط) وفلسطين (5 نقاط). وفي المقابل تؤيد النساء (42%) ويؤيد الرجال (39%) بقدر شبه متساو مقولة أن العنف الجندري قد قل على مدار العام المنقضي. وفي موريتانيا، تقول 30% من النساء إن العنف ظل على نفس معدلاته، بينما قال 34% من الرجال إنه تراجع.
  • توجه إيجابي للرأي على مر الزمن: منذ استطلاع الدورة السابعة للباروميتر العربي (2021-2022) تراجعت بقوة نسبة النساء اللاتي ذكرن تزايد العنف الجندري. تراجعت النسبة في فلسطين 16 نقطة مئوية و15 نقطة مئوية في الأردن و14 نقطة في المغرب و14 نقطة في العراق و9 نقاط في تونس. كما أن ثمة مواطنين أكثر في الدورة الثامنة (2023-2024) أشاروا لتراجع العنف الجندري.
  • الأسرة مصدر الدعم الرئيسي: في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ترى الكثير من النساء أن العنف الجندري مسألة بالغة الشخصية والخصوصية، حيث الأسرة هي الداعم الأول. في موريتانيا (75%) ولبنان (65%) وفلسطين (64%) والأردن (57%) والمغرب (56%) تقول أغلبية كبيرة من النساء إن النساء المعرضات للأذى أو العنف يلتمسن المساعدة من الأقارب الذكور وليس من المؤسسات العمومية.
  • الثقة في منظومات الدعم العمومية: يتباين مستوى دعم منظومات الدعم العمومية من بلد لبلد عبر المنطقة. في المغرب (61%) وتونس (59%) ترى أغلب النساء إن النساء المعرضات للعنف الجندري يمكنهن التماس المساعدة من الشرطة. في الأردن (45%) ولبنان (42%) والعراق (41%) تحل الشرطة في الترتيب الثاني ضمن اختيارات النساء، بعد الأقارب الذكور. على النقيض، فإن 35% من النساء في فلسطين و33% من الموريتانيات يعتبرن الشرطة الداعم الأساسي للنساء المعنفات، لكن نسب إقبالهن على اختيار أفراد الأسرة كمصدر للدعم  أكبر.
  • يُنظر إلى منظمات المجتمع المدني أيضاً كمصدر مهم للدعم؛ إذ اختارت 39% من اللبنانيات و26% من الأردنيات و24% من التونسيات و23% من المغربيات منظمات المجتمع المدني كمصدر لدعم المرأة المعنفة. على النقيض، تعتنق نفس الرأي 17% فقط من الموريتانيات و16% من الفلسطينيات و13% من العراقيات.

تصريح صحفي: “في حين يرى أغلب المواطنين أن الدعم  متوفر للنساء المعرضات للأذى والإساءة، فإن مصدر الدعم الأكثر اختياراً من قِبل المبحوثات والمبحوثين هو الأسرة لا المؤسسات. الاعتماد على الأسرة في هذه الحالات مسألة معقدة. في أفضل الأحوال، فإن غياب الدعم  المؤسسي قد يوحي بأن المواطنين لا يعتبرون الحكومة مهتمة بدعم النساء المعرضات للعنف الجندري أو هي تستثمر في ذلك الدعم. إذن زيادة الدعم المؤسسي عبر التمويل والعمل مع المنظمات المحلية ومرافق الرعاية الصحية من شأنه توفير أمان أكبر للنساء المعرضات للأذى والإساءة”.  – د. ماري-كلير روش، مدير التقنية والابتكار، الباروميتر العربي.

موارد إضافية

للمزيد من الرؤى حول استطلاع الباروميتر العربي يرجى الاطلاع على التقارير والتدوينات التالية التي ألفتها د. ماري-كلير روش:

نرجو نسب المعلومات الواردة أعلاه إلى الباروميتر العربي في حال النشر.

// انتهى 


موارد الباروميتر العربي

لمزيد من المعلومات أو للترتيب لمقابلة مع د. ماري-كلير روش، يمكن التواصل مع أسيل العلائلي، مديرة العلامة التجارية، التسويق والاتصالات العالمية، على: aalayli@princeton.edu

عن الباروميتر العربي

الباروميتر العربي هو الشبكة البحثية الرائدة والأعلى تأثيراً لقياس الرأي العام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تأسست الشبكة في عام 2006، وأصبحت أطول الشبكات البحثية خبرة واستمرارية في إجراء استطلاعات رأي عام مدققة وممثلة لمستوى الدول عبر العالم العربي. إننا ننشر نتائج تحليلاتنا وتقاريرنا لتعميق المناقشات العامة، ولتيسير صوغ حلول تبصّرها المعلومات، للتعامل مع المشكلات المُلحّة التي تواجه المواطنات والمواطنين عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.