بضع ساعات تفصل عن موعد تسلّم الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن لمسؤولياته الرسمية. هو الموعد الذي طال انتظاره بالنسبة لكثير من دول العالم وخصوصاً بعض دول الشرق الاوسط. ولا شك بأنّ دونالد ترامب، الذي لم يُقرّ رسمياً بهزيمته الانتخابية، يأمل باستمرار الحقبة «الترامبية» ولو على المسرح السياسي الاميركي. لكن حادثة اقتحام مبنى الكابيتول هيل، بدّلت على ما يبدو العديد من المعطيات.
منذ انتهاء العملية الانتخابية وصولاً الى الخطأ الفادح باقتحام مبنى الكونغرس، بدأت الحلقة القريبة من ترامب بالتفكك. صحيح أنّ ترامب سيخرج من البيت الابيض وهو لا يزال يستحوذ على قاعدة شعبية تؤيّده حتى الساعة، وهي لم تنخفض سوى 10 بالمئة على افضل تقدير، الّا انّه سيواجه انقساماً حاداً داخل الحزب الجمهوري، على وقع ملفات قضائية ستُفتح بوجهه.
وخلال فترة رئاسته العاصفة والمثيرة للجدل، نجح الوافد الجديد من خارج المؤسسة السياسية الاميركية، في إعادة تشكيل الحزب الجمهوري على قياسه وحده. وهي ظاهرة لم تألفها الحياة السياسية والحزبية سابقاً في الولايات المتحدة الاميركية. وكان ترامب يفاخر بتأييد القاعدة الصلبة له شخصياً وليس للحزب الجمهوري، معتمداً على مبدأ تخويف الاميركيين البيض من ذوي الثقافة التعليمية المحدودة، من تراجع تأثيرهم بسبب التبدّلات الديموغرافية لصالح السود والمهاجرين والاقليات المتنوعة…