قتل مسلحون الناشطة العراقية رهام يعقوب في مدينة البصرة الجنوبية، لتنضم المغدورة إلى لائحة من الناشطين المعارضين لنفوذ ملالي إيران في العراق ممن تمت تصفيتهم في الأسابيع القليلة الأخيرة. الصور التي انتشرت للضحية تظهرها على رأس تظاهرة نسائية كانت نظمتها مع اندلاع الاحتجاجات ضد حكومة العراق والوصاية الإيرانية، وهي احتجاجات أدت إلى إحراق قنصليات إيرانية في العراق وتمزيق صور ملالي إيران، الراحل الخميني والحاكم علي خامنئي.
وفي فيديو، تظهر يعقوب وهي تقود تظاهرة فيها نساء ورجال يرددون بعدها عبارة “أنت منو (من)”، وهي تصيح باللهجة العراقية: “اني الاجيت (أنا الذي جئت) ومحترق… ما يهمني حر ولا برد… اني الرافض كل الدول… اني الحسيني المن (عندما) صَدَق… اني الولائي للوطن… اني البطل وابن البطل… اني الما منتمي (الذي لا أنتمي) لحزب”.
كلمات يعقوب واضحة، تعبّر عن ألم عراقي معيشي، وتصرخ ضد التدخلات في بلادها، وتقول أن ولاءها للعراق، وأنها لا تنتمي إلى أي من الأحزاب المسلّحة العراقية. ومشكلة الولاء والسلاح مشكلة مستعصية في الدول العربية التي تعاني من نفوذ نظام إيران الإسلامي داخلها، وهو نظام يموّل ويدرّب ويسلّح مجموعات محلية على شرط أن يقسم مقاتلوها ولاء شيعيا سياسيا عابرا للحدود، مثل ميليشيات “الحشد الشعبي” في العراق وميليشيا “حزب الله” في لبنان.
ومرشد إيران خامنئي، كأي طاغية حول العالم وعبر التاريخ، لا يحتمل ولا كلمة بحقه غير التبجيل والتمجيد. في لبنان، تظاهر نفر يوما أمام سفارة إيران، فخرج إليهم عناصر من “حزب الله” بوجوههم المكشوفة التي رصدتها الكاميرات، وقاموا بإشباع المتظاهرين ضربا إلى أن قتلوا الناشط هاشم سلمان، وهو لبناني شيعي يعارض نفوذ إيران في بلاده.
ومن نافل القول أن القضاء اللبناني، الذي أظهر استطلاع لمركز “الباروميتر العربي” أن واحد من كل أربعة لا يثقون به ولا بأحكامه، لم يتحرك لملاحقة الجناة في جريمة قتل سلمان، فظلوا أحرارا طلقاء، ربما يروعون لبنانيين آخرين ويهددونهم بالثبور وعظائم الأمور لو هم صرخوا ضد طغيان خامنئي في إيران وممثله حسن نصرالله في لبنان…
يمكن قراءة المقال الكامل على موقع الحرة