عمان – كشفت نتائج استطلاعات الجزء الأول من الدورة السادسة للباروميتر العربي أن مستويات الثقة بالحكومات العربية تتباين كثيراً، إذ وصلت إلى 63 % في الأردن (حكومة عمر الرزاز التي أُجري الاستطلاع في عهدها)، في حين تزيد على 6 % في لبنان.
واظهرت النتائج التي عرضها من الباروميتر العربي، الدكتور عبد الوهاب الكيالي، في ندوة نظمها أمس، مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية، وجود تباين عبر المنطقة العربية بشأن مستوى الرضا عن منظومات الرعاية الصحية.
ففي الأردن، قال 3 من كل 4 أشخاص إنهم يشعرون بالرضا عن مستوى الرعاية الصحية، كما أعربت الأغلبية في المغرب عن رضاها (58 %)، وفي دول أخرى، عبر أقل من النصف عن رضاهم، بما في ذلك 47 % في الجزائر.
وفي الوقت نفسه، فإن مستويات الرضا منخفضة في تونس، وبلغت 38 %، وهي أقل في لبنان، إذ أعرب 13 % فقط عن رضاهم. وبالمثل، فإن هذه التصنيفات تعكس – على الأقل جزئياً – تفاوت مستوى التوقعات عبر المنطقة، ما يعني أن مواطني هذه الدول لا يستخدمون بالضرورة المعايير نفسها لتقييم النظام الصحي.
وضربت جائحة فيروس كورونا (كوفيد19) البلدان العربية كما في العالم، في وقت صعب، كانت تعاني فيه الحكومات العربية من ضغوط كبيرة كالأزمات الاقتصادية والنزاعات المسلحة في بعض دولها، كليبيا وسورية، ما ألقى بظلاله على دول أخرى، وما تزال تبعاتها مستمرة إلى يومنا هذا.
وقد أدى إخفاق الحكومات بالتصدي لهذه التحديات خلال الاعوام الماضية إلى هزّ ثقة الرأي العام بالحُكام.
ومثلت الجائحة تحديا جديدا، يواجه النظم الاقتصادية والصحية العربي، إذ إن قلة من المواطنين العرب يتوقعون تعاملا حكوميا قويا، جراء الضعف النسبي في النظم الصحية لديهم، مقارنة ببعض الدول المتقدمة التي فشلت أنظمتها الصحية في استيعاب الجائحة.
لكن برغم هذه التحديات، وفق نتائج الاستطلاع أجبرت الجائحة، الحكومات على اتخاذ تدابير صارمة، كما سنحت لهذه الحكومات فرصة ثمينة، كي تستعيد ثقة الرأي العام بها.
ومع بداية انتشار الفيروس في ربيع العام الماضي، اتخذت عدة حكومات عربية حزمة قرارات للحد من انتشار عدوى الاصابة بالفيروس، فبعد أيام من تأكد أول حالة في 3 آذار (مارس)، أغلق الأردن حدوده أمام الدول التي ظهرت فيها الجائحة، وعزل المحافظات عن بعضها، وخلال أسابيع أغلقت الحكومة حدودها بالكامل، وفرضت حظر تجوال في المملكة، وطالبت مواطنيها باتباع إجراءات التباعد الاجتماعي…