هذه مقتطفات من النسخة المترجمة للمقال الذي صدر في الأصل باللغة الانجليزية في مجلة “فورين أفيرز”.
“بسبب الحرب في غزة، انقلب الرأي العام العربي بشكل حاد ضد حليفة إسرائيل الأشدّ دعمًا لها، الولايات المتحدة الأمريكية، وهو تطوّر يمكن أن يُعاكس جهود الولايات المتحدة الأمريكية للمساعدة في نزع فتيل الأزمة في غزة، وأيضًا جهودها لاحتواء إيران وصد نفوذ الصين المتزايد في الشرق الأوسط” حذّر خبراء الباروميتر العربي د. مايكل روبنز، د. أماني أ. جمال، ود. مارك تيسلر.
“منذ 2006، قام الباروميتر العربي بتنفيذ استطلاعات رأي مرة كل عامين وممثلة لمستوى الدولة في 16 دولة عربية. الاستطلاعات التي أجرتها المؤسسة البحثية في خمس دول عربية (الأردن والكويت ولبنان وموريتانيا والمغرب) أواخر 2023 ومطلع 2024 تُظهر أن مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في أعين المواطنين العرب قد تراجعت إلى حد كبير.” و يشرح د. روبنز، د. جمال، و د. تيسلر أن “ثمة استطلاع رأي أُجري جزء منه في تونس قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول وجزء آخر بعد ذلك التاريخ، يُظهر بوضوح أن هذا التحوّل في الآراء جاء ردًا على الأحداث في غزة.”
“لعل الأكثر إثارة للدهشة أن الاستطلاعات قد أوضحت أيضًا أن ما فقدته الولايات المتحدة الأمريكية من شعبية ربحته الصين. فآراء المواطنين العرب إزاء الصين تحسّنت في استطلاعاتنا الأخيرة، بعد نصف عقد تقريبًا من الدعم الضعيف للصين في العالم العربي.”
“في الوقت الراهن، لا يرغب القادة العرب في أن يُنظر إليهم بصفتهم يتعاونون بشكل واضح وصريح مع واشنطن، نظرًا للتصاعد الحاد في الرفض الشعبي لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية في دولهم. وربما يؤدي غضب المواطنين العرب من السياسات الخارجية الأمريكية أيضًا إلى عواقب مباشرة ووخيمة على الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ أن بحوثنا المعتمدة على بيانات استطلاعات الرأي العام في الجزائر والأردن قد أظهرت أن الغضب من السياسات الخارجية الأمريكية يمكن أن يؤدي بالمواطنين إلى التعاطف بقدر أكبر مع أعمال الإرهاب المستهدفة للولايات المتحدة الأمريكية.”
“على الرغم من فظائع هجوم حماس، أيد قلّة من المبحوثين في استطلاعات الباروميتر العربي فكرة أنه يجب وصف ذلك الحدث بمسمى “العمل الإرهابي”. على النقيض، أيدت الغالبية العظمى مقولة أن الحملة الإسرائيلية في غزة يجب أن تُصنّف كعمل إرهابي. في الأغلب الأعم، قيّم المواطنون العرب الذين شملهم الاستطلاع الوضع في غزة بصفته وضع حرج. لدى السؤال أي من سبع كلمات تصف الأحداث الجارية في غزة – والكلمات تشمل “حرب”، “أعمال قتالية”، “مجزرة”، “إبادة جماعية” – كان المصطلح الأكثر اختيارًا من المواطنين في كل الدول عدا واحدة هو “الإبادة الجماعية”. في المغرب فقط وصف عدد غير قليل من المبحوثين – 24 بالمئة – ما حدث بأنه “حرب”، وهي نفس نسبة المغاربة التي اختارت مصطلح “مجزرة”. وفي كافة الدول الأخرى اختار أقل من 15 بالمئة كلمة “حرب” لوصف ما يحدث في غزة.”
“توصّلت استطلاعات الباروميتر العربي إلى أن الشعوب العربية لا ترى أن الأطراف الغربية تدافع عن أهل غزة… واختلفت النتائج بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية بشكل أكبر عن نتائج الأطراف الغربية والعالمية الأخرى حول مسألة حماية إسرائيل. فعندما سُئل المبحوثين عمّا إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحمي حقوق إسرائيل، أيد أكثر من 60 بالمئة ممن أجابوا الاستطلاع في الدول الخمس المقولة. وتتجاوز هذه النسب بكثير نسب المبحوثين الذين وافقوا على أن الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة يحميان إسرائيل.”
بالنسبة لروبنز، جمال، و تيسلر “من دون التغيّر الأمريكي الكبير في دعم إسرائيل في حربها، ودون تغيّرات ذكية في السياسة الأمريكية لتخفيف وطأة تنامي المشاعر المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية على المدى الأبعد، فسوف تستمر أطراف أخرى – والصين منها – في محاولة إبعاد الولايات المتحدة الأمريكية عن مقعد القيادة في الشرق الأوسط.”
للاطلاع على النسخة المترجمة للمقال الذي صدر في مجلة “فورين أفيرز”، انظر/ي هنا
للاطلاع على النسخة الأصلية باللغة الانجليزية في مجلة “فورين أفيرز” ، انظر/ي هنا
نرجو نسب المعلومات الواردة أعلاه إلى الباروميتر العربي ومجلة “فورين أفيرز” في حال النشر.
// انتهى
- الموقع: www.arabbarometer.org/ar
- موارد لوسائل الإعلام: www.arabbarometer.org/ar/media-news
- أسئلة شائعة: www.arabbarometer.org/ar/frequently-asked-questions
- حول الباروميتر العربي: www.arabbarometer.org/ar/about
- المنهجية: /www.arabbarometer.org/ar/survey-data/methodology
الباروميتر العربي هو الشبكة البحثية الرائدة والأعلى تأثيراً لقياس الرأي العام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تأسست الشبكة في عام 2006، وأصبحت أطول الشبكات البحثية خبرة واستمرارية في إجراء استطلاعات رأي عام مدققة وممثلة لمستوى الدول عبر العالم العربي. إننا ننشر نتائج تحليلاتنا وتقاريرنا لتعميق المناقشات العامة، ولتيسير صوغ حلول تبصّرها المعلومات، للتعامل مع المشكلات المُلحّة التي تواجه المواطنات والمواطنين عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.