صورة كانت على شكل استطلاع للرأي، أنجزته مؤسسة «البارومتر العربي» تم فيه التعرف على مواقف وآراء الجزائريين من العديد من القضايا، كان على رأسها ما استجد من سلوكيات بعد انتشار وباء كورونا، باعتباره الحدث الرئيسي الذي ميز سنة 2020، زيادة على التقليدي من الأسئلة التي تعوّد هذا الاستطلاع الأمريكي (جامعة برنستون) على طرحها، مثل قضايا الثقة في المؤسسات الرسمية المختلفة، بما فيها المؤسسة العسكرية والدينية والتعليمية، بالإضافة إلى الموقف من قضايا الفساد والتسيير الحكومي للشأن العام.
استطلاع دوري من حسناته الفرصة التي يمنحها لنا لمقارنة نتائجه على المستوى العربي، خمس دول عربية هي الأردن لبنان تونس والمغرب زيادة على الجزائر، في انتظار أن يعمم الاستطلاع على عينة أوسع من البلدان العربية، كما عودنا هذا الاستطلاع الذي يدشن دورته السادسة. دورة تميزت هذه المرة بالإكراهات التي فرضها انتشار الجائحة، أدت إلى تقليص الأسئلة وإجراء المقابلات عن طريق التلفون، عكس الحالات السابقة، التي كانت تتم فيها مباشرة مع المبحوثين، زيادة بالطبع على طول مدة إنجاز الاستطلاعات في هذا الظرف الصحي الصعب.
سنركز من جهتنا على تلك النتائج المتعلقة بالحالة الجزائرية، لمقارنتها عند اللزوم مع بعض الحالات العربية، القريبة سوسيولوجيا وثقافيا، كتونس والمغرب، وحتى بلدان المشرق التي تتشابه مع الحالة الجزائرية في الظرف السياسي والاقتصادي، مثل لبنان، الذي عرف حراكا يشبه الحالة الجزائرية حتى وهو يدخل فترة اضطراب نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية…