رغم الاعتراف به كظاهرة عالمية، لا يعرفها المغرب وحده، إلا أن العنف الجنسي يواصل تسجيل نسب منخفضة في الأرقام التي تتناول العنف بشتى أنواعه ضد النساء.
قراءة أولية تجعل المرء يظن أن حالات العنف الجنسي معدودة، بيد أن الأمر ليس كذلك كما سنرى. بالمقابل، ثمة جهود لمكافحة نوع العنف هذا، إلا أن بعض التقارير تؤكد أن المشرع ما زال لا يلمس مكمن العطب مباشرة.
الحكاية الأولى
تعرفت عليه وظلت تتواصل معه لثلاثة أشهر. طلب منها لقاء في طنجة، دون إشعار والدتها، فوافقت. استقبلها بمنزل في مدينة مرتيل؛ ثم، لما رغبا في الخلود إلى النوم مساء، جرّدها من ملابسها. رفضت فقام بضربها بطريقة وحشية. صاحت، طلبت النجدة، لكن دون جدوى. فض غشاء بكارتها، ثم طمأنها بخطبتها، فظلت عنده 4 أشهر يمارس معها الجنس بشكل طبيعي.
في مرحلة البحث التمهيدي، اعترف المتهم بأنه كان يحرضها للقائه بوعد زواج وإرسال النقود.
الحكاية الثانية
متزوجان منذ 11 عاما، ولديهما 3 أطفال. في الأعوام الأربعة الأخيرة، قبل تقديمها شكوى به، بدأ يسيء معاملتها ويعتدي عليها بدنيا مستخدما عصا وحزاما جلديا. ولتحمي وحدة أسرتها، تحملت الضرب.
لكنه ذات يوم، اعتدى عليها جسديا أمام أطفالهما، وقام بإيلاج عضوه في شرجها وفمها دون موافقتها، فقامت حينذاك بمغادرة منزل الأسرة ثم مكثت مع جدتها.
الحكاية الثالثة
قالت إنه عذبها وضربها وألحق بها الأذى، وأودعت رفقة شكواها، شهادة طبية توثق عجزها لمدة تتجاوز 25 يوما.
الذي حدث، كما صرحت، أن زوجها قام، في ليلة الدخلة، بفض غشاء بكارتها بعنف. واستمر يعطيها المهلوسات حتى فقدت وعيها، ثم قام، وبقسوة، بإيلاج عضوه في شرجها.
أقل أنواع العنف ضد المرأة انتشارا؟
كانت هذه عينة من الشكاوى المقدمة لدى المحاكم المغربية، لنساء تعرضن للعنف الجنسي. عينة لمن أفصحن… أما من لم يفعلن، فيدخلن في عداد الرقم الأسود (الجرائم المقترفة، التي لا تشملها الإحصائيات الرسمية، لأن لا أحد علم بها).
في بحث ميداني حول العنف ضد النساء بالمغرب، كشفت المندوبية السامية للتخطيط عن نتائجه في دجنبر 2019، توصلت المؤسسة إلى أن 57 بالمائة من المغربيات تعرضن للعنف، أيا كان شكله أو نطاقه.
رقم تؤكده دراسة لجمعية عدالة، نشرتها في ماي 2019، خلصت فيها إلى أن نسبة العنف ضد المرأة بالمغرب عن ذات السنة، بلغت 54.4 بالمائة.
في نتائج الدراستين معا، يتذيل العنف الجنسي قائمة أنواع العنف الممارس ضد المرأة، ولوهلة، يظن المرء أن الحالات المتعلقة به في المغرب معدودة، لكن…
توضح المندوبية أن 10.5 بالمائة فقط من ضحايا العنف (أقل من 3 بالمائة بالنسبة للعنف الجنسي) قمن بتقديم شكاية إلى الشرطة أو سلطات مختصة أخرى. هذه النسبة ذاتها لا تتجاوز 8 بالمائة إذا تعلق الأمر بعنف زوجي.
ثم… في أحدث استطلاعات “الباروميتر العربي” عن العنف ضد النساء في شمال إفريقيا والشرق الأوسط (نونبر 2019)، نجد أن 9 بالمائة من المغربيات، قلن إنهن إذا تعرضن للعنف، سيلجأن إلى الشرطة، فيما 60 بالمائة قلن إنهن سيلجأن إلى الأقارب، الذكور منهم تحديدا…
يمكن قراءة المقال الكامل على موقع مرايانا