ناقش علماء الاجتماع، الذين يقومون بدراسة الإسلام، على مدى عقود، ما إذا كان ثانى أكبر دين فى العالم يمكن أن يخضع للتحول الرئيسى الذى مرت به المسيحية: العلمنة، فهل من الممكن أن يفقد الإسلام أيضًا هيمنته على الحياة العامة، ليصبح مجرد صوت بين مختلف الأصوات، وليس هو الصوت المهيمن فى المجتمعات الإسلامية؟.
وقد نفى العديد من الغربيين إمكانية حدوث الأمر، معتقدين فى ذلك أن الإسلام دين صارم للغاية حتى يتحول للعلمانية، كما رفض العديد من المسلمين أيضًا الأمر، قائلين بفخر: ديننا لن يسير فى الطريق الخاطئ الذى سار فيه الغرب الملحد.
ولكن يبدو أن صعود الإسلاموية، وهو التفسير المسيَّس للإسلام، منذ سبعينيات القرن الماضى، لم يؤكّد سوى الرأى نفسه، وهو أن «الإسلام مقاوم للعلمنة»، كما يقول المفكر البارز فى الدين والسياسة، شادى حميد، فى كتابه «الاستثناء الإسلامى».
ومع ذلك، فإنه لا يوجد شىء فى تاريخ البشرية ظل ساكنًا فى مكانه، وهناك الآن علامات على ظهور موجة علمانية جديدة فى العالم الإسلامى، وقد تم اكتشاف بعض هذه العلامات بواسطة «الباروميتر العربى»، وهى شبكة بحثية مقرها جامعة برنستون، والتى أظهرت استطلاعات الرأى، التى أجرتها مؤخرًا، حدوث انحراف بعيد عن الإسلاموية، وحتى عن الإسلام نفسه، كما توصلت هذه الاستطلاعات إلى أن هناك تراجعا فى «الثقة فى الأحزاب الإسلامية» وفى «الثقة فى الزعماء الدينيين»، فضلاً عن تراجع الذهاب إلى المساجد، فى السنوات الـ٥ الماضية، وذلك فى ٦ دول عربية محورية.
وما هو مؤكد هو أن هذا الاتجاه ليس ضخمًا، فقد كانت نسبة العرب الذين وصفوا أنفسهم بأنهم «غير متدينين» ٨٪ فقط ممن شملهم الاستطلاع فى عام ٢٠١٣، كما أن النسبة حينما ارتفعت فى عام ٢٠١٨ فإنها وصلت إلى ١٣٪ فقط.
ولكن يعتقد البعض، مثل المعلق اللبنانى الشرق أوسطى كارل شارو، أن هناك شيئًا ما يحدث بالفعل، وقال عن الموجة العلمانية «هى صحيحة إلى حد ما، ويمكنك أن تشعر بها فى أماكن كثيرة بما فى ذلك الخليج، فهى بداية لشىء سيستغرق وقتًا طويلاً»…
نقلًا عن صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية
ترجمة- فاطمة زيدان
يمكنكم قراءة المقال الكامل على موقع المصري اليوم