قد يكون قرار توقف النسخة الورقية لصحيفة السبيل الأردنية اليومية، كحال غيرها من الصحف وفي بلدان مختلفة، نتاجاً للتطور التكنولوجي، والعزوف عن الورق، مما جعل كبرى الصحف تعاني من تحديات البقاء على قيد الحياة، حتى إنني رأيت بعضها في مطار هيثرو بلندن تُقدم كهديه مجانية مع شراء كل قارورة ماء، وهو ما عبرت عنه واشنطن بوست الأمريكية، عند توقف صحفيتها الورقية Express بعنوان مثير “استمتعوا بهواتفكم الحقيرة Hope you enjoy your stinking phones”!
صحيفة السبيل ليست كذلك في منأى عن الإحصائيات التي بينت أن 20% فقط من الشعب الأردني يقرأون الصحف الورقية، وفق نتائج استطلاعات سابقة لمركز عالم الآراء، ومؤخراً الباروميتر العربي Arab Barometer ونشرت نتائجه قبل شهور!
قد يكون الأمر مألوفا بسبب الضائقة المالية كما قد يبدو ظاهرياً، إلا أن أحد الأسباب، المؤلمة الأخرى للإغلاق، هو ما تعرضت له الصحيفة من تجفيف منابعها واستهدافها، فالسبيل ورغم أنها صحيفة مرخصة، صدرت بشكل أسبوعي منذ عام 1993، ثم أصبحت يومية منذ عام 2009، كانت مستثناة من الدعم الرسمي بكل اشكاله المعنوية والمالية غير المباشرة، ومن مختلف المؤسسات الرسمية بما فيها الديوان، وحتى في مجال الدعاية والإعلانات القضائية وجدت الصحف الأخرى، يومية أو أسبوعية، دعما حكومياً لم تحظ السبيل بمثله!….