أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه مجلة “ايكونوميست” البريطانية، في عددها الأخير، أن العرب بدأوا يفقدون الثقة في الأحزاب الدينية وزعمائها.
وتنقل المجلة، في تقريرها الذي تابعه “ناس” اليوم الثلاثاء (10 كانون الأول 2019)، عن أحد المتظاهرين العراقيين، أن “الانتفاضة ليست لصالح أي دين أو طائفة، ولا لخدمة الإسلام أو المسيحية، إنها انتفاضة لصالح الشعب، وحسب”.
ويتردد أيضاً صدى تلك الشعارات في لبنان. وأخذ الناس، في الدول العربية، يتحولون ضد الأحزاب السياسية الدينية ورجال الدين الذين ساعدوا على وصولهم إلى السلطة.
وانعكست تلك الاتجاهات من خلال بيانات حديثة أعدها البارومتر العربي، مركز للدراسات الاستقصائية في الدول العربية.
وظهر عبر المنطقة بأكملها، أن نسبة الذين يعبرون عن ثقة كبيرة في الأحزاب السياسية، ومعظمها ذات صبغة دينية، تراجعت منذ 2011 من 30% إلى 15%.
وظهر أن نسبة العراقيين الذين يقولون إنهم ما عادوا يثقون في الأحزاب الدينية، ارتفعت من 51% إلى 78%.
وتشير المجلة إلى أن التراجع في حجم الثقة في أحزاب إسلامية هائل أيضاً، وهبط من 35% في 2013، عندما طرح السؤال لأول مرة على نطاق واسع، إلى 20% في 2018.
وقد أجري الاستطلاع في الجزائر، ومصر، وتونس، والأردن، والعراق، وليبيا، وظهر أن نسبة الذين يثقون في الأحزاب الإسلامية تراوحت بين 20% و 48% في الجزائر، ولم تتجاوز 20% في مصر، وتراوحت بين 20% و35% في تونس، والنسبة نفسها تقريباً في الأردن.
أما في العراق فتراوحت النسبة بين 20% و42%، وتراجعت في ليبيا إلى أقل من ذلك بكثير، ولم تزد عن 10 إلى 20%.
وينطبق الأمر نفسه تقريباً على الذين يعتبرون أنفسهم متدينين. ولكن تباينت نسب من يثق في زعماء دينيين، فكان أوجها في العراق، وأقلها في ليبيا، وتونس.
وهكذا تمتد الشكوك إلى زعماء دينيين. وقال حوالي 51% من الذين شاركوا في استطلاع 2013، إنهم يثقون في قادتهم من رجال الدين بدرجة “كبيرة” أو” متوسطة”.
وعند طرح سؤال مشابه في العام الماضي، انخفضت النسبة إلى 40% فقط. كما تتراجع باطراد نسبة من يعتقد من سكان المنطقة أنه يجب أن يكون لرجال الدين نفوذ على صناعة القرار الحكومي. ولذلك قال مايكل روبنز، خبير في مؤسسة “الباروميتر العربي”: “غالباً ما ينظر إلى أطراف دينية في الدولة باعتبارهم متعاونين مع النظام، ما يجعل من غير المرجح أن ينالوا ثقة الناس”.
كذلك، يكشف الاستطلاع أن نسبة العرب الذين يعتبرون أنهم “غير متدينين” ارتفعت إلى 13% بينما لم تزد النسبة عن 8% في 2013.
وتشمل تلك النسبة قرابة نصف الشباب التونسي، وثلث الشباب الليبي، وربع الشباب الجزائري، وخمس الشباب المصري.
يمكنكم قراءة المقال من خلال الرابط.