يشعر مواطنو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإحباط من السياسة وأداء حكوماتهم بحسب تقرير جديد حول المشاركة المدنية صدر مؤخراً عن مؤسسة البارومتر العربي، وهي شبكة أبحاث مستقلة تضم جامعات عربية وتسعى إلى قياس الرأي العام العربي. إذ قال 50 في المئة من المشاركين بالإستطلاع حديث للشبكة إنهم يتمتعون بحق الاحتجاج، في حين يعتقد يعتقد ثلثهم أنه يمكنهم انتقاد حكومتهم دون خوف.
مع ذلك، فإن معدل مشاركة المواطنين في الحياة السياسية كالانتخابات والمظاهرات لا تعكس هذه المعتقدات. فعلى سبيل المثال، قال 12 إلى 15 في المئة فقط ممن شملهم الاستطلاع إنهم شاركوا في احتجاج أو تجمع أو تقديم عريضة خلال العام الماضي.
يتفاوت مستوى المشاركة المدنية بين دول المنطقة، إذ شعر مواطنو بعض البلدان بخيبة أمل أقل من غيرهم مع ارتفاع المشاركة في لبنان وتونس والأردن عنها في مصر وفلسطين.
قالت كاترين توماس، كبيرة أخصائي الأبحاث في قسم السياسة بجامعة برينستون، “كانت الفجوة بين إدراك الجمهور لحقهم بالمشاركة في الانتخابات وبين مشاركتهم الفعلية مفاجئة بالنسبة لي، هذا يشير إلى خيبة أملهم.”
تتعاون الشبكة مع جامعة برينستون، والجامعة الأردنية، وجامعة قطر، والمركز الفلسطيني للسياسة والأبحاث، في إجراء الأبحاث والاستطلاعات، ومع جامعة ميتشيغان لإنتاج التقرير.
استطلع التقرير رأي 1200 شخص في الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وفلسطين وتونس في عام 2016، بنسبة 50 في المئة ذكور ومثلها للإناث كما تمت مقارنة الأعمار بحسب التوزع الديمغرافي لكل بلد.
قالت توماس “نحاول أيضًا تغطية جميع المناطق داخل كل بلد، لكن هذا غير متاح دائماً خاصة في الدول التي تشهد اضطرابات لأننا لا نرسل جامعي البيانات إلى المواقع غير الآمنة، لكننا لا نحاول استبعاد أكثر من 3 بالمئة من السكان من التمثيل في الاستطلاع.”
وبحسب توماس فإن شعور المشاركين بخيبة الأمل من السياسة يرجع جزئياً إلى شعورهم بأن “الربيع العربي” والذي بدا عام 2011 لم يثمر. في مصر قال 3 بالمئة فقط إنهم وقعوا عريضة في العام الماضي، في حين تقفز المشاركة في لبنان إلى 17 بالمئة.
قالت توماس “إذا كنت لا ترى النتائج من مشاركتك. هل سيكون لديك الدافع للمشاركة مرة أخرى؟ إن هذا مثبط للعزيمة.”
بالطبع، هناك اختلافات بين الدول عندما يتعلق الأمر بتصور الجمهور للحريات المدنية. على سبيل المثال، في تونس قال 80 بالمئة من الناس إنهم يستطيعون انتقاد الحكومة دون خوف. في مصر، قال 51 بالمئة من الناس أنهم كانوا قادرين على انتقاد حكومتهم، بينما انخفضت النسبة في فلسطين إلى 35 بالمئة.
مع ذلك، توجد بعض القواسم المشتركة الإقليمية الواضحة.
إذ وجد التقرير أن نسبة الإقبال على التصويت تحوم حول نسبة 50 في المئة في جميع البلدان التي شملها الاستطلاع باستثناء الجزائر التي تعاني من انخفاض نسبة المشاركة إلى 34 في المئة فقط. وبالمقارنة مع المملكة المتحدة، كانت نسبة الإقبال على التصويت قريبة من 70 في المئة للانتخابات العامة لعام 2017. بينما شارك 56 في المئة من الناخبين الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
يقدم التقرير بيانات عن منطقة يصعب فيها إنجاز إحصاءات موثوقة عن الاتجاهات الاجتماعية، والتي تشكل الخطوة الأولى نحو تشجيع التغيير لتحسين المشاركة المدنية، بحسب توماس.
قالت “يقدم لنا فرصة لإظهار صوت عامة الناس في العالم العربي من خلال طرح أسئلة ذات صلة ونشر آرائهم.”
تمّ الحصول على الموافقة لإعادة نشر المقال.
الرابط للنسخة الأصلية للمقال