تتفشى بطرق مختلفة وتنال من ضحاياها بسبب اللون أو العرق أو النسب العائلي أو الاختيار المهني من دون علم من يمارسها أنه “عنصري” والقوانين لم تكبح الظاهرة
تتفشى بطرق مختلفة وتنال من ضحاياها بسبب اللون أو العرق أو النسب العائلي أو الاختيار المهني من دون علم من يمارسها أنه “عنصري” والقوانين لم تكبح الظاهرة
“هل أنت عنصري؟ بالطبع لا”. سؤال صريح وإجابة نموذجية، لكن من قال إن الإجابات النموذجية تعبر حتماً عن الواقع وتعكس من دون شك الحقيقة؟ لسبب ما يرتبط نعت “العنصرية” بالجزء الغربي من العالم، فلطالما شاع الظن أن الغرب عنصرياً تجاه الآخر.
هكذا هي الصورة الذهنية والمرتبط جزء منها بوقائع بعضها تاريخي وبعضها الآخر نتاج خبرات وممارسات وتحليلات وأعمال درامية وجهود تصحيحية ذاتية، أو ربما محاولات تلميع وتحسين صورة خارجية.
قوانين واتفاقات
في القانون الدولي التمييز العنصري هو “أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفضيل قائم على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الإثني، ويستهدف تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها على قدم المساواة في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو في أي ميدان آخر من ميادين الحياة العامة”.
في عام 1965 اعتمد المجتمع الدولي الاتفاق الدولي للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وبموجبه تلتزم الدول الموقعة القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وعلى رغم أن التصديق كاد يصل حد الاكتمال فإن الهوة بين الاكتمال والتطبيق كبيرة في العالم.
عربياً هوة أخرى سحيقة وصعبة تفصل بين مفهوم العنصرية الحقيقي من جهة، وتعريفات العنصرية السائدة لدى جموع غفيرة من المواطنين من جهة أخرى، فالعنصرية لا تقتصر على التحيز ضد لون أو عرق فقط، لكن اعتبار معتقد أعلى من آخر أو عائلة أفضل من أخرى أو مهنة أرقى من غيرها أو جنسية أزكى من أخرى عنصرية، ناهيك عن إطلاق نكتة هنا على لون مختلف أو “طرفة” هناك على عقيدة مغايرة أو ثقافة معاكسة.
وعكس الشعور السائد عربياً أن العنصرية لا وجود لها في هذا الجزء من العالم، فإنها موجودة وتتم مارستها بطرق مختلفة لكن تحت تسميات مختلفة، وأحياناً من دون علم من يمارسها أنه عنصري، فيصبح إذاك الطاعن بخنجر العنصرية هو نفسه المطعون بها.
لدينا تمييز
المفاجأة هي أن نسبة كبيرة من العرب قالوا لدينا تمييز عنصري، فبحسب دراسة استقصائية أجراها “الباروميتر العربي” للأبحاث ومقره جامعة برينستون الأميركية عن العنصرية في عدد من الدول العربية (2022) لمصلحة “بي بي سي”، اعترف كثيرون أن التمييز العنصري مشكلة في بلدانهم، ففي تونس قال 80 في المئة إن العنصرية مشكلة وهي النسبة الأعلى، وبلغت نسبة المعلنين بوجود المشكلة 67 في المئة في العراق و63 في المئة في الأردن و59 في المئة في فلسطين و58 في المئة في السودان و49 في المئة في لبنان و48 في المئة في ليبيا و37 في المئة في المغرب وثمانية فقط في المئة في مصر…
البارومتر العربي هو مصدر رئيسي للبحث الكمّي في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.
هدفنا هو نشر المعلومات وإستخدام نتائج إستطلاعاتنا من أجل المساهمة في الإصلاح السياسي ولتعزيز القدرات المؤسسية في مجال بحوث الرأي العام.
إشتركوا في نشرتنا الإخبارية لتبقوا على إطلاع دائم بالأخبار الواردة من البارومتر العربي مباشرة إلى صندوق بريدك.
إشتركوا معنا