في ظل تفاقم الأزمة السياسية في تونس، حاجج بعض المعلقين على الأزمة أن المواطنين التونسيين لم يريدوا الديمقراطية منذ البداية. ولكن بيانات الباروميتر العربي تشير إلى عكس ذلك. في الاستطلاعات الأحدث التي أجريت من ضمن الدورة السادسة للباروميتر العربي، يقول أغلبية المواطنين التونسيين إن الديمقراطية هي دائماً أفضل من أية نظام حكم بديل، مقارنة بربع المواطنين الذين يقولون إن الحكومات غير الديمقراطية قد تكون أفضل أحياناً. بالإضافة، يقول ثلاثة أرباع التونسيين إن اختيار القادة السياسيين بحرية عبر انتخابات حرة ونزيهة هي سمة أساسية من سمات الديمقراطية.
في نفس الآن، يعرّف التونسيون الديمقراطية بالنتائج الاقتصادية المترتبة عليها. يقول ثلاثة أرباع التونسيين إن تأمين الاحتياجات الأساسية للساكنة مثل الغذاء والملبس والمسكن سمة أساسية أخرى من سمات الديمقراطية. نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة للغاية التي تمر بها البلاد في السنوات الأخيرة، أصبح التونسيون محبطين من نظامهم السياسي القائم. ربما ذلك يفسر سبب تصنيف ثلث المواطنين فقط النظام التونسي بكونه أقرب للديمقراطية من الديكتاتورية في عام 2018.
قصارى القول إن نتائج الباروميتر العربي تشير بوضوح إلى إرادة التونسيين للديمقراطية. ما قد يفوت المعلقين هو أن أقلية من التونسيين اليوم يعتبرون أنهم يعيشون في ظل ديمقراطية. لطالما طالب التونسيون ولسنوات عدة ببناء ديمقراطية كاملة وشاملة تلبي احتياجات المواطنين. أسفاً، لم تلبي النخب السياسية هذه المطالب ولا أمنت هذه النتائج منذ ثورة 2011.