في الفترة ما بين 28 و31 مارس 2022، ستعرف مدينة دبي تنظيم أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمرة الأولى بمشاركة مختلف الفاعلين في المجال لجس نبض المنطقة فيما يتعلق بالعمل المناخي، استحضار فرص وتحديات المنطقة في مجال البيئة، والتفكير في حلول إبداعية وطموحة يمكن أن تساهم في تجاوز مخلفات الجائحة.
كشفت استطلاعات الباروميتر العربي ما بين 2018 و2019 أن المواطنين عبر منطقة الشرق الأوسط يعتبرون تلوث المياه والنفايات مشاكل بيئية خطيرة جدا، بينما يرى عدد أقل نسبيا من المواطنين تلوث الهواء وتغير المناخ كتحديات خطيرة. وعلى الرغم من الوعي بخطورة بعض القضايا البيئية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن الغالبية العظمى من المواطنين العرب لا يعتبرون الحد من التلوث البيئي أولوية قصوى بالنسبة للإنفاق الحكومي أو للمساعدات الخارجية، وفقًا لاستطلاعات الباروميتر العربي لسنتي 2020-2021.
فيما يلي أبرز النتائج حول هذا الموضوع من الدورة الخامسة (2018-2019) والدورة السادسة (2020-2021) لاستطلاعات الباروميتر العربي:
1- يتصدر تلوث المياه والنفايات قائمة مخاوف مواطني منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المرتبطة بالبيئة، في حين لا يُنظر إلى تلوث الهواء وتغير المناخ بنفس الأهمية. ومع ذلك، فإن مستوى القلق يختلف عبر المنطقة. يتصدر اللبنانيون قائمة المواطنين الأكثر قلقًا بشأن تغير المناخ، في حين أن الكويت هي الأقل قلقًا من بين 12 دولة شملها الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث اعتبر 12 في المائة فقط من مواطنيها تغير المناخ مشكلة خطيرة للغاية. جدير بالذكر أن ليبيا والعراق تبدُوَان الأكثر قلقًا بشأن البيئة، حيث تشعر الغالبية العظمى من المواطنين في كلا البلدين بقلق بالغ إزاء تلوث المياه والقمامة، في حين أن الكثير من المواطنين قلقون أيضًا بشأن تلوث الهواء. وفي الوقت نفسه، يُبدي مواطنو البلدين بعضا من أدنى مستويات القلق بشأن تغير المناخ، حيث تحتل العراق المرتبة التالية بعد الكويت في ترتيب الدول الأقل قلقا تجاه تغير المناخ. ولعل التباين في مستوى المخاوف في دول مثل ليبيا والعراق والكويت يرجع جزئيًا إلى أنها دول معروفة بإنتاجها للنفط. وبالتالي، قد يخشى مواطنوها من أن تقليص استخدام المنتجات النفطية على مستوى العالم يمكن أن يؤثر بشكل خطير على اقتصادهم.
2- عبر دول المنطقة، تعتبر المخاوف بشأن البيئة – تغير المناخ، ونوعية الهواء، وتلوث المياه، والنفايات – أكبر بالنسبة للأفراد ذوي التعليم الجامعي، مقارنة بالأفراد ذوي التعليمي الثانوي. وتتباين المواقف تجاه البيئة حسب المجال الحضري/ القروي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يعتبر تغير المناخ أكثر خطرا من قبل المواطنين الذين يعيشون في المناطق الريفية مقارنة مع أولئك الذين يعيشون في المناطق الحضرية، خاصة في فلسطين واليمن والسودان والأردن والجزائر. من ناحية أخرى، يعتبر المواطنون في المناطق الحضرية في تونس واليمن والمغرب مشكلة القمامة تحديا خطيرا جدا، بينما تعتبر قضية أكثر خطورة في المناطق الريفية في السودان. والمثير للدهشة أن تغير المناخ ليس مصدر قلق بيئي رئيسي للشباب العرب مقارنة بأقرانهم في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، يعبر الشباب المصريون والمغاربة والسودانيون على أنهم قلقون أكثر من نظرائهم الأكبر سنًا بشأن هذه القضية. أخيرًا، تظهر بيانات الباروميتر العربي اختلافًا طفيفًا أو معدومًا في وجهات النظر البيئية حسب الجنس.
3- على الرغم من الوعي بمخاطر بعض القضايا المناخية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن حماية البيئة لا ترتقي إلى مستوى الأولويات لدى المواطنين العرب. يقول سبعة في المائة فقط أو أقل من المواطنين في ستة دول عربية شملها استطلاعنا في أكتوبر 2020 إن الحد من التلوث البيئي يجب أن يكون على رأس أولويات الإنفاق الحكومي في السنة المقبلة. ويفضل تسعة في المائة فقط أو أقل في سبع دول شملها الاستطلاع في ربيع 2021 أن المساعدات الخارجية تستهدف البيئة.