الرغبة في الهجرة تزيد في أوساط المواطنين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لدى المواطنين في المنطقة رغبة متزايدة في الهجرة، وهو ما يمكن أن يكون سببه تزايد الاضطرابات السياسية والاقتصادية في سائر أنحاء المنطقة إبان الربيع العربي. فالحرب الأهلية السورية والثورة الليبية وظهور داعش والحرب الأهلية في اليمن، والافتقار للفرص الاقتصادية للشباب، هي عوامل أدت مجتمعة إلى زيادة دوافع المواطنين بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا الخاصة بالهجرة. لكن الاضطرابات السياسية وظروف الحرب القاسية والمصاعب الاقتصادية لا ترتبط في كافة الأحوال بالضرورة بالرغبة في الهجرة. المواطنون في السودان والأردن هم الأكثر إقبالاً على الإعراب عن الرغبة في الهجرة، حيث أشار النصف تقريباً إلى الرغبة في الهجرة، مقارنة باللبنانيين واليمنيين، الذين تبلغ نسبة الراغبين في الهجرة بينهم نصف النسبة الخاصة بالسودان والأردن.
يُرجع أغلب المواطنين الرغبة في الهجرة إلى البحث عن فرص اقتصادية أفضل، مع اهتمام الشباب بالهجرة أكثر من الأفراد الأكبر سناً. والمواطنون الحاصلون على تعليم عالي أعربوا عن رغبة أكبر في الهجرة مقارنة بالحاصلين على التعليم الثانوي فأقل.
ثم إن هناك عدد كبير من المواطنين بالمنطقة قالوا إنهم يفكرون في مغادرة بلادهم دون توفر الأوراق الرسمية اللازمة للهجرة. إذ قال 4 من كل 10 مواطنين في الجزائر والسودان وتونس إنهم قد يهاجروا دون وجود الأوراق الرسمية اللازمة، مقارنة بعدد أقل نسبياً في مصر والأردن ولبنان.
التعليم والنوع الاجتماعي والسن: عوامل أساسية تؤثر على قرار الهجرة. إجمالاً، فإن الذكور الشباب الأفضل تعليماً هم الأكثر تعبيراً عن الرغبة في الهجرة. نصف المواطنون السودانيون أعربوا عن الرغبة في الهجرة، و42 بالمئة من النساء و59 بالمئة من الرجال قالوا إنهم يفكرون في الهجرة. وفي كل من السودان والمغرب والأردن والجزائر، ذكر نصف الحاصلين على التعليم العالي أو أكثر أنهم يفكرون في الهجرة. وفي أغلب الدول المشمولة بالاستطلاع، كان الشباب أكثر إقبالاً على الهجرة بواقع 20 إلى 30 نقطة مئوية أكثر مقارنة بالشرائح العمرية الأخرى. ويقول 70 بالمئة من الشباب في المغرب و60 بالمئة من الشباب في السودان والأردن إنهم يريدون الهجرة.
الاقتصاد يحرك الاهتمام بالهجرة. من بين من أفادوا برغبتهم في الهجرة، قال 60 بالمئة إنهم يريدون الهجرة لأسباب اقتصادية. وفي الأردن ومصر وتونس، يقول 3 من كل 4 ممن يفكرون في الهجرة إن الأسباب الاقتصادية هي الدافع.
أوروبا ودول الخليج وأمريكا الشمالية هي المهجر المنشود. يقول 37 بالمئة ممن أعلنوا رغبتهم في الهجرة إنهم يرغبون في الهجرة إلى أوروبا، في حين قال 25 بالمئة إن دول مجلس التعاون الخليجي هي اختيارهم الأول، وقالت نسبة مماثلة إن اختيارها الأول هو أمريكا الشمالية. ومن بين مواطني شمال أفريقيا، كانت أوروبا هي الاختيار الأول، في حين أن من يعيشون في المشرق ذكروا أمريكا الشمالية بمعدلات أعلى.
الكثيرون من المواطنين بالمنطقة مستعدون للهجرة دون توفر الأوراق الرسمية. هناك نحو 40 بالمئة من المواطنين بكل من السودان والجزائر وتونس والعراق واليمن والمغرب – ممن يريدون الهجرة – قالوا إنهم قد يهاجروا دون توفر الأوراق اللازمة، ما يشير إلى جدية الظروف المحركة باتجاه الهجرة في تلك البلدان. والشباب هم الأكثر إقبالاً على هذا القول، في حين أن من تزيد دخولهم عن متوسط الدخل تزيد نسبة إقبالهم على هذا الرأي في بعض الدول بواقع نحو 15 نقطة مئوية مقارنة بالفئات الأخرى. والفارق يبلغ أقصاه في المغرب واليمن والسودان. كما أن الرجال هم من ذكروا أكثر من النساء قابليتهم للهجرة دون أوراق. وفي أغلب الدول كان الفارق يتراوح بين 10 و20 نقطة مئوية، لكن قالت 13 بالمئة فقط من النساء الراغبات في الهجرة بالمغرب إنهن يفكرن في الهجرة دون أوراق رسمية، لكن 49 بالمئة من الرجال بالمغرب ذكروا استعدادهم للهجرة غير القانونية.